21‏/11‏/2014



إلى دور النشر المصرية والعربية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأقوم بإعادة نشر أعمالى تباعا نظرا لنفاد معظمها من المكتبات . أرغب فى التعاون مع دار نشر مصرية أو عربية تقوم بالتوزيع فى داخل مصر وبالبلاد العربية وتشارك فى المعارض العربية الرئيسية . أرجو الاتصال بى على بريدى الإلكتونى:
naimsabry@googlemail.com
أو رقم هاتفى المحمول 01222182046
الموقع الخاص بالمؤلف
www.naimsabry.com
وبيان الأعمال كالتالى :
صـدر للكاتب :
ـــــــــــــــــــــــ
ــ يوميات طابع بريد (ديوان شـعر)
ــ تأملات فى الأحوال (ديوان شـعر)
ــ بئر التوتة (مسـرحية شـعرية موسـيقية)
ــ الزعيم (مسـرحية شـعرية)
ــ حـديث الكائنات (ديوان شـعر)
ــ يوميات طفل قديم (سـيرة ذاتية للطفولة)
ــ أمواج الخريف (روايـــــة)
ــ الابنة فاتن (روايـــــة)
ــ أوبرا الأسـتاذ تحتمس (روايـــــة)
ــ شـــــبرا (روايـــــة)
ــ الحى السـابع (روايـــــة)
ــ دوامـات الحـنين (روايـــــة)
ــ بين الإغفاءة والصحو (روايـــــة)
ــ حـافظ بتاع الروبابيكيا (روايـــــة)
ــ وتظـل تحلم إيزيس (روايـــــة)
ــ المـُغـَنـِّى القديم (روايــــة)
إلى جانب رواية جديدة لم تنشر بعد .
هذا مع العلم أن حقوق النشر جميعها الآن للمؤلف .

05‏/01‏/2011

شبرا

(58)

(1)
ما أرحب هذا العالم الذي نعيش فيه، وما أدقه. اتساع لا نهائي من المجرات والأنجم، التي تتراقص الكواكب حولها وهي تدور حول نفسها، بإيقاعات مهيبة محسوبة لا تحيد.
عالم دقيق، في مستوياته اللامتناهية، والمتناهية، في مجراته وذراته، كياناته وخلاياه. دقيق... ورحب.
في هذا العالم الرحب، يقع حي شبرا، بمدينة القاهرة، بمصر المحروسة، بأقصى الشمال من القارة الإفريقية المترامية، عند لقاءها مع قارة آسيا، والبحرين؛ الأبيض والأحمر.
حي محدود في مدينة تاريخية عريقة، لكنه يمتلك رحابة متميزة من نوع خاص؛ رحابة الصدر. حي ذو صدر رحب يتسع للجميع كما سوف نرى؛ يتسع لي ولك... وللآخرين جميعاً.
يتحدثون الآن عن الآخر، وقبول الآخر... أي آخر؟!... لم يكن الآخر ذا وجود من الأساس، لم يكن معنى مُدركاً في الوعي الجمعي. يتحدثون عن قبول الآخر، وكأنه طلب عزيز المنال في أيامنا هذه، لكن ذلك حدث ببساطة فيما مضى، وكان يحدث كل يوم بتلقائية وسلاسة.
لا يهم من تكون؟... من أي الأعراق؟... من أي الأديان؟... بأي لغة تتكلم؟. المهم... أنك موجود... تعيش في حي شبرا آمنا مطمئنًا... تولد وتشب. تحب وتتزوج... تنجب الذرية... تربي الأبناء... يشب الأبناء ويعاودون الدورة، ثم ترحل في الأجل المحتوم.

افتتاحية رواية شبرا
نعيم صبرى

23‏/11‏/2010

العـَود الأبدى

(57)

وقعت بأحرف توقيعى الأولى
فوق بدايات الحـُـلم وأغفيت
وقعت بأحرف توقيعى الأولى
فوق بدايات التيه وأقلعت ....
فوق بدايات الزهد تنسـكت
وتوحشـت ...
فوق بدايات الشـبق وأمعنت .
وقعت بأحرف توقيعى الأولى
فوق تضاريس الجسـد المعطاء
أبحرت بأشـرعة عذراء
لم أعبأ بالمد ... ولم أتلفت للأنواء
لم أجفل من عسـف الأمواج
غالبت العطش الوحشـى َّ بتقطير الأنداء
يممت تجاه الأفق المتباعد
أبحرت تجاه الحلم المأمول
أرخيت عنانى للمجهول
وأنا أتحدى ... وأقول
لايعنينى كل حسـابات العقلاء
أو تدبير الحكماء
.................
رغم توجس روحى
من وهن يتبدى وتباشـير أفول
وقعت على صك الميلاد الثانى
ورفضت التوقيع على صك الموت .

نـعـيـم صـبـرى
قصيدة لم تنشـر .

22‏/11‏/2010

(56)

إذا أحسـسـت فى لفظى فتورا
وحِفظى والبلاغة والبيان ِ
فلا ترتب بفهمى إن رقصى
على مقدار إيقاع الزمان ِ

أبو الفتح البسـتى
القرن الخامس الهجرى

14‏/08‏/2010

يوميات طفل قديم

(55)


(14)
سمير زميلنا فى الفصل فشّار معروف، ومع ذلك ينجح دائماً فى إقناعنا بأن آخر حكاية هى فعلاً جدية.
عندما مات جدى عزيز ذهبت حزيناً إلى المدرسة. أصر الجميع على ذهابى. كان يرقد على سريره وحوله نساء متشحات بالسواد ويبكين. بعضهن كان يصرخ بحدة فيفزعنى. فى المدرسة طيَّب سمير خاطرى وأخرج من حقيبته صورة للعذراء مريم.
قال لى لا تحزن. عندما تذهب للمنزل ضع هذه الصورة على صدر جدك. إذا كانت أعماله خَيِّرة فستتحول الصورة إلى اللون الأبيض، عندئذ تأكد أنه سيذهب إلى الجنة، أما إذا كانت أعماله سيئة، فسيتحول لون الصورة إلى السواد.
أنا أثق أن جدى سيذهب إلى الجنة، لذلك أخذت الصورة سعيداً. عدت إلى المنزل مسرعاً، ودخلت فرحاً إلى غرفة جدى، بسرعة خاطفة وضعت الصورة على صدر جدى وقلت للجميع: إذا تحولت الصورة إلى اللون الأبيض سيذهب إلى الجنة وتتوقفن عن البكاء ضحك الجميع على استحياء ونهرتنى عمتى فريدة، هى أخت جدى ولكنى كنت أناديها مثلما تفعل أمى. قالت لى وهى تدارى ابتسامة، امشِ الله يخيبك، هَمُّ يُضَحِّك وهَمُّ يُبَكىِّ.

(15)
كان مصروفى فى المدرسة الابتدائية تعريفة فى اليوم، أى نصف قرش. كنت أتطلع شوقاً إلى أخذ مصروفى شهرياً بدلاً من يومياً. خمسة عشر قرشاً مبروكة، يعنى مرتباً شهرياً. ظللت ألح على أمى، حيث كانت هى المسئولة عن مصروف البيت، حتى وافقت أخيراً ولكن على مضض.
بدأت أنتظر أول الشهر قبلها بمدة. فى يوم أول الشهر انتظرت عودتى من المدرسة وعودة أمى من عملها بصبر نافد. طلبت المصروف فقالت لى اصبر حتى نتغدى ونستريح قليلاً. نهض أبى وأمى من نومهما واستعدا للخروج. مدت أمى يدها فى كيس الفلوس وأعطتنى ورقتين، عشرة قروش وخمسة قروش. كانتا جديدتين ومشدودتين.
انتظرت نزولهما ثم نزلت بعدهما متوجهاً إلى عم عبد السيد البقال. دخلت المحل وأخذت أنظر إلى الأرفف. لمحت زجاجات الكينا التى كنت أرقبها منذ زمن وأتابع إعلاناتها. كينا بسليرى الحديدية. زجاجات كبيرة وزجاجات متوسطة وصغيرة.
سألت عن سعر الزجاجة الصغيرة فأفادنى بأنها بأربعة قروش ونصف.
كنت أحب الجبن الرومى القديم وتخيلته مَزةً محترمة، كذلك الزيتون المخلل.
طلبت زجاجتين من الكينا وقلت لنفسى تسعة قروش، ثم طلبت بقرشين جبنة رومى وبقرش زيتون مخلل.
أعطيت عم عبد السيد ورقتى النقود وأنا لا أعلم كم يتبقى لى من فرط الإثارة.
أعطانى الرجل ثلاثة قروش، فكرت قليلاً ثم قلت له أعطنى بقرش ملبس نادلر وبقرشين شيكولاتة كورونا.
أخذت الكيس وعدوت نحو المنزل ملهوفاً. كانت جدتى بالشرفة تشم الهواء ومعها دادة حميدة. خفت ان يفاجئنى أحد وأنا فى وسط القعدة. وجدت الحل. نزلت تحت المائدة مختبئاً بين أرجل الكراسى وبدأت بفتح زجاجة الكينا، تذوقتها ففوجئت بطعم له مرارة لا بأس بها. شعرت بدرجة من الإخفاق لكننى كنت أريد أن أقضى وقتاً سعيداً، فتحت ورقة الجبن الرومى وورقة الزيتون المخلل وتغلبت بهما على مرارة الكينا. شربت الزجاجتين وأكلت الجبن والزيتون والشيكولاتة ورحت فى نوم عميق. استيقظت على ضجيج وشتائم وتوعد وتهديد وقرار بعدم أخذ مصروف شهرى بعد ذلك.

(16)
حمام يوم الخميس هذا عذاب فظيع. تأخذنى حميدة المربية وتمزق جسمى باللوفة الخشنة حتى تتأكد من نظافته.
الماء ساخن جداً واللوفة مثل الحجر. كلما نعمت قليلاً تغيرها حتى تنظف الجسم كما تقول. وغسل الرأس والوجه بالماء والصابون هو العذاب الأكبر. الصابون يدخل فى عينّى فيحرقهما.
رائحته عفنة ولا يريدون تغييره. لابد أن يكون الصابون نابلسى شاهين. باختصار يفعلون فى حمام يوم الخميس كل ما من شأنه أن يعذب ويحيل اليوم إلى كابوس مخيف.

من كتاب "يوميات طفل قديم" . ذكريات طفولة .

07‏/08‏/2010

حرائق وفيضانات وقمح

(54)

الحرائق فى روسـيا أتت على محصول القمح لهذا العام ، وروسـيا مصدر أسـاسـى للقمح فى العالم .
الفيضانات فى باكسـتان أتت على محصول القمح لهذ العام ، وباكسـتان مصدر أسـاسـى آخر للقمح فى العالم .
ماذا بعد ؟!
ماذا ننتظر للعام القادم ؟ . هل نتوقع مجاعة للعالم ؟
وماذا يفعل العالم المشـغول بالحروب هنا وهناك ؟
أليس من الأجدى التفكير فى لقمة الخبز أولا ، وإذا كان هناك المزيد من الوقت فليتلهى من يريد بإثارة الحروب وصناعة السـلاح .