26‏/11‏/2009

يوميات طفل قديم (6)

(34)

(6)


ذهبت ماما إلى مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية بالعجوزة للولادة. شعرت بانقباض هائل، شعرت بالوحدة. كنت بالمنزل مع جدتى والمربية وأبى عندما يعود من المستشفى. صباح اليوم التالى قال لى أبى إنه سيأخذنى إلى المستشفى اليوم إذا تمت الولادة. أخذنى معه بعد الظهر ورأيت أمى ممدّدة على السرير ومبتسمة فى إجهاد. الولادة كانت طبيعية رغم أن أختى نزلت سمينة، قالوا: "خمسة كيلوجرامات ونصف". قالوا أيضاً: "ما شاء الله"... قررت أمى أن تسميها ناهد هانم، على اسم ناهد هانم، حرم حسين سرى باشا، لأنها كانت تحبها كثيراً، وكما فهمت طلبت من أمى أن تسمى المولود على اسمها إذا كانت بنتاً. بعد ذلك كانوا يقرأون اسمها فى المدرسة ناهد هاشم وكانت تغضب.

من كتاب" يوميات طفل قديم " ، ذكريات طفولة.

25‏/11‏/2009

قصيدة للشاعر كفافى

(33)

Candles

Days to come stand in front of us
like a row of burning candles
golden,warm,and vivid candles

Days past fall behind us
a gloomy line of burn-out candles
the nearest are still smoking
cold,melted and bent

I don't want to look at them: their shape saddens me
and it saddens me to remember their original light
I look ahead at my burning candles

I don't want to turn,don't want to see,terrified
how quickly that dark line gets longer
how quickly one more dead candle joins another

اجتهاد للترجمة
ـــــــــــــــــــــــــ

الشـموع

تلوح أمامنا الأيام الآتية
مثل صف من الشموع المتألقة
براقة ، دافئة ومفعمة بالحياة

تزوى خلفنا الأيام الراحلة
مثل صف كئيب من الشموع الخابية
أقربها إلينا ، مازالت تنبعث منها الأدخنة
باردة
منصهرة
ومتهاوية

أنا لا أريد أن أنظر إليها : فهيأتها تحزننى
ويحزننى اتقادها .. الذى كان
لكننى ، أنظر إلى الأمام
إلى شموعى المتقدة
أنا لا أريد أن أتلفت ،
لا أريد أن أرى ،
مرتعب أنا ،
فما أسـرع ما يتنامى ذلك الصف المعتم
وما أسـرع...
ما تلحق شـمعة محترقة ...بأخرى .

17‏/11‏/2009

يوميات طفل قديم (5)

(32)

(5)

فى الفصل كان مصطفى نابغة فى الرسم. طلبت منا أبلة توحيدة أن نرسم سيارة ملاكى. كانت مهمة بالغة الصعوبة. رسمت مستطيلاً ولم أعرف أين أضع العجلات. كانت مختبئة تحت السيارة. بعد جهد وضعت عجلتين فى جانب وعجلتين فى الجانب الآخر. بدت السيارة الملاكى كالمكسورة أو كالمستغيثة. نظرت إلى كراسة مصطفى فوجدته قد رسم سيارة ملاكى حقيقية. انبهرت به وحاولت تقليده دون جدوى. لو أستطيع أن أرسم وجه مصطفى الآن. كان فى غاية الطيبة.


من كتاب "يوميات طفل قديم " ذكريات طفولة

لوحة للفنان بول جوجان


(31)

13‏/11‏/2009

المـُهـَرِّج

(30)

مع دقات السـاعة معلنةً منتصفَ الليلةِ والليل
أومضُ كشـهابٍ فوق المسـرح
أتدحرجُ من خلفِ كواليسِ العرضِ إلى قلبِ المشـهد
أنهضُ ، أنفردُ ، أدورُ وأقفزُ فى جَلَبه
أضحكُ من أعماقى الخَرِبه
حتى أسـتلب نـُعاسَ النـَظـَّاره
عندئذٍ
أنسـحبُ لكى تتتابعُ فقراتُ الحفل
أخلعُ أصباغى وأغادرُ أسـمالى الزاهيةَ الألوان
أتـَسـحـَبُ منطلقا دون يقين
أبحث عن دَورٍ وطريق
أتوسـلُ للنجمِ القـُطـبِىِّ ليمنحنى بعضَ بصيرته
أن يقبلنى كصديق
يـُؤيـِسـُنى التيه
توصِلـُنى قدماىَ إلى عقلى الباطن
أنقـُرُ بهدوءِ المتلصصِ باب المنزل
منزل زوجـة جارى ....أمرقُ
جارى يسـعى من حـُسـنِ الحظِ بإحدى دولِ النفـط
نتهتكُ هـَمـسـاً حتى لا تتيقـظُ طـفـلتـُها ، ثم أغادرُ فى عجله
كى أخطفَ بعضَ النوم
يسـلِبُنى النـَعـَسُ قـُبيل دخولِ فراش الزوجيه
يـُسـلمنى النومُ لإصباحِ اليوم التالى
أنهضُ للفعل
أفعـلُ أفعالاً مـُنـفـَعـِلةَ مـُفـتَعـلةَ حتى ينصرمَ اليوم
فأعودُ لأختلىَ بنفسـىَ وأفككَ أحرفها حرفاً حرفا
لأعيد صياغتها فى شـكلٍ أدبىّ
فى بعضِ الشـعرِ المنثور
أو بعضِ النثرِ المتشـاعر
أُسـبلُ أجفانى وأرققُ طبقاتِ الصوت
عند قراءتها لرفاقِ الليل
مع دقات السـاعةِ مـُعـلـِنـةً دورانِ الكون
أومضُ كشـهابٍ فى قلب المشـهد .

نـعـيـم صـبـرى

قـصـيـدة لم تنشـر .

08‏/11‏/2009

(29)

قيل لأبى اليزيد البسـطامى :
بماذا نلت ما نلت ؟
قال : بلا شىء .

وقال أيضا :
كنت ثلاثين سنة أذكر الله ، ثم سكنت ،
فإذا حجابى ذكرى له .